عترض علي المكانة التي منحتها الصحافة المصرية للمذيعة مني الشاذلي وأراها مكانة تفوق حقيقة إمكانياتها، يزعجني اللاب توب الذي أضافته لتمنحنا إحساساً بأنها محترفة، لكنها في حقيقة الأمر لا تستخدمه ولاتزال تستخدم الكروت، يزعجني استخدامها - غير المضطرة إليه - للغة العربية بشكل مشوه، يزعجني تكلفها الذي يجعلها تبدأ كل جملة بكلمة «يمكن»، يزعجني نسب نجاح البرنامج كله لها، بينما البطل الحقيقي والأول هو فريق الإعداد، أعترض علي التهليل بصفة عامة وأخص بالذكر التهليل لكتب متوسطة القيمة الفنية مثل «تاكسي»، أو كتب عديمة الفائدة مثل «عايزه أتجوز»، والتهليل لعادل إمام ومنحه لقب الزعيم، في الوقت الذي بني فيه جزءاً كبيراً من مجده الفني علي ضرب بطلات أفلامه علي مؤخراتهن والسخرية من المتدينين والشيوعيين والمثقفين والانتصار لقيم الفهلوة والتهريج.
أعترض علي التهليل للنادي الأهلي بصفته نادي القرن ومدرسة الأخلاق الحميدة، بعد أن قام جمهوره بحرق مشجع زملكاوي والهجوم البذيء علي شيكابالا لمجرد أنه موهوب «لم يهاجم جمهور الزمالك يوماً أبوتريكة»، وبعد أن رزقه الله بمدرب مغرور طويل اللسان يهاجم بقية المدربين والأندية، وبعد أن هرب منه عصام الحضري غير نادم عليه وبعد أن كشف هذا الهروب عن جمهور مضطرب عاطفياً حول الحضري من بطل إلي جاسوس، لأنه ترك البلد.. ولو فتشت داخل قلوب معظم هذه الجماهير ستكتشف أن معظمهم يود الهروب معه.. بالمناسبة أعترض أيضاً علي التهليل المفاجئ لأمير عبدالحميد، وعلي الشعار الذي رفعه البلد كله فجأة «لازم كلنا نقف ورا أمير».. «أهو اتعور»!
أعترض علي شعار حملة مصلحة الضرائب «الضرائب مصلحتك أولاً» بعد أن اتضح أنها غير حريصة علي سمعة ومصلحة شخصيات عامة.. أشك كثيراً في اتهامها بأنها متهربة من سداد الضرائب مثل الكاتب الكبير وحيد حامد واللاعب الخلوق أبوتريكة.. لو كان شعار الحملة حقيقياً لكان أولي بها الحرص علي سمعة هذه الأسماء، أعترض علي شعار «بلدنا بتتقدم بينا»، حيث كشف هذا الشعار أن التقدم وجهات نظر.. في الوقت الذي كنا نعتقد فيه أن التقدم يجب أن يكون للأمام. برهن الحزب الحاكم علي خطأ هذه النظرية وأثبت أن التقدم ممكن أن يكون للخلف مثلما أقنعنا الكاتب الكبير صالح مرسي قبل سنوات بأن الصعود يمكن أن يكون للهاوية.
أعترض علي المتمسكين بنبرة القومية العربية بعد اقتناعي التام بأن الوطن العربي هو الذي يحتاج إلينا ويستغلنا معظم الوقت دون أن نجني منه فائدة حقيقية.. يفتح الوطن العربي أحضانه للمصريين بروح مصاصي الدماء الذين يمتصون خبراتنا وعلمنا وأزهي أيام حياتنا مقابل بعض الدراهم، بينما تفتح مصر أبوابها للعرب بقلب رحيم يحتضنهم في أحلك أيام حياتهم.. مثلما فعلنا مع الكويتيين في فترة الغزو والعراقيين في فترة الاحتلال والفلسطينيين في فترة الحصار والسودانيين في فترات الفقر وغيرهم ليتعلموا عندنا قليلاً ويلهون كثيراً، أعترض علي أن يكون رمز العدالة امرأة معصوبة العينين، المرأة العادية تمنعها عواطفها المركبة من الحكم علي الأشياء بوضوح فما بالك بواحدة معصوبة العينين، وغير جدير بالذكر أن اعتراضي علي الرمز ينسحب علي التطبيق.
ولا انتم ايه رايكم