اذا نفضت فراشة في حوض نهر الامازون جناحيها، فستؤثر على سرعة الريح واتجاهها في المنطقة التي تطير فيها، وتؤثر هذه، نظرياً، على اعصار في نيو اورلينز، وتسبب مطر مفاجئ في جدة، وموجة برد في كلكتا". ادورارد لورنز
هل يمكن لحركة فراشة صغيرة أن تولّد إعصاراً مدمّراً؟ أليست الفراشة المخلوق الناعم الوديع الأنيق؟ أليست حركتها رقيقة ولطيفة وبسيطة؟
" قيل أن شيئاً بسيطاً، كرفرفة جناحي فراشة، يمكن أن يسبب دماراً، في أقصى أنحاء العالم"، بهذه المقولة أيضاً، يبدأ فيلم "تأثير الفراشة" (The Butterfly Effect)، لنعيش أثر حركة جناح الفراشة في حاضر ومستقبل بطله (كتشر). يروي الفيلم قصة طفل تعرض في السابعة من عمره لتجربة صادمة، لم تحتملها ليونة طفولته، فبقت عالقة في خياله، وأثرت على نظرته لنفسه والعالم، ومن ثم على تركيزه وذاكرته وتوازنه.
حتى ثلاثة عشر عاماً بقى كتشر يعاني من آثار تجربته التي مرت عليه، وبقى يعود لذكريات طفولته المزعجة عودات مختلفة، لكل عودة منها أثرها القاسي على حاضره ومستقبله. لم يستطع كتشر التغلّب على الآثار المدمّرة لتلك التجربة إلا بعد سلسلة طويلة ومرهقة من الأحداث العنيفة التي مرّ بها.
ليست حركة الفراشة أليفة دائماً، كما ليس أثر حركتها ودود دائماً. مهما بدت حركة الفراشة صغيرة، فإن لها أثراً كبيراً في تكويننا وتفكيرنا وقناعاتنا وحياتنا..
فراشة كل منا هي تجربته المتحركة داخله، والتي يمتد أثرها إلى اقصى سني حياته. ولا فرق هنا بين أن تكون التجربة هي لمسة فراشة ودودة تداعب أجفاننا، أو أن تكون حركة جناح تولّد اعصاراً..