احبابي اعزائي من منا لم يتخذ فى حياته صاحبا وخليلا يلتقي معه يقضي معه وقتا طويلا يبوح له بكل مكنونات قلبه يشكو له همومه ويزف اليه فرحه ، ولكن هل اصحبانا الذين اتخذناهم هم فعلا اهلا لصحبتنا ؟ هل اجرينا لهم الاختبار لنعرف صدق نواياهم وقربهم منا ؟ للاجابه على هذه التساؤلات وغيرها اقدم لكم هذه الحكاية البسيطة من المأثور الشعبي ، ذلك المأثور الزاخر بالحكم والمعاني العظيمة والتي غفلنا عنها في زحمة الحياة العصرية الرتيبة والتى لامجال للتمعن فيها نظرا لايقاعها السريع .
اليكم القصه : -
جلس الشيح الحكيم بمزرعته يراقب ابنه الشاب اليافع وهو يستقبل اصحابه افرادا وجماعات والذين يترددون عليه بشكل دائم ولايتركونه لوحده ساعة واحده فهم كثر بشكل جعل شيحنا يتوجس خيفة من صدق هؤلاء الصحبة مع ابنه فأراد بحكمته ان يجري اختبارا لابنه حتى يتأكد من حقيقة الامر .
جاء الشيخ ذات صباح لابنه مسرعا ملهوفا مضطربا وقال له قم يابني ونادي اصحابك فقد وقعت بورطة كبيرة فها انا قد قتلت شخصا حاول التسلل للمزرعة بداعي السرقه وقد اخفيته باحد المخازن حتي نتخلص منه . نهض الابن مسرعا وطار على عجل يلف على اصحابه واحدا واحدا ويحكي لهم ورطة ابيه ويستنجد بهم للمساعدة فلم يكن منهم من هو مستعد للمغامرة بل كلهم تعذروا بأعذار واهيه ورفضو التدخل .
عاد الابن لابيه بخفي حنين واخبره بأن اصحابه لم يقبلوا مساعدته وتحججوا بحجج فهم منها انسحابهم وهرووبهم وتخليهم عنه بمحنته .
هنا قال الشيخ لابنه كيف يحدث هذا الم يكونوا اصحابك وتدافع عنهم وتركتهم يصولون ويجولون بالمزرعة دون مضايقة او تذمر ولكن ماعليك اذهب الى صاحبي فلان - وكان لهذا الشيخ صاحب واحد يتخذه خليلا له - وقل له : ابي يقرؤك السلام ويقول لك لقد قتلت شخصا فتعال ساعدني في التخلص منه وما ان سمع هذا الصاحب الخبر حتى انطلق معه وبيده كيسا وسكينا وجاءا على عجل للمزرعة فوجدا شيخنا فى الانتظار ولازال فى اضطرابه وخوفه .فاتجهو ثلاثتهم نحو المخزن الذي يفترض ان يكون به القتيل وارشدهم الشيخ الى كومة من القماش وقال لهم تحتها القتيل وهنا كانت المفاجئه . ازاح خليل الشيخ وصاحبه ذلك الغطاء ليجد خروفا سمينا كان الشيخ قد ذبحه وبدأوا عملية السلخ واعطي الشيخ نصف هذا الخروف لصاحبه وهم يضحكون ، وهنا التفت الشيخ لابنه وقال له : هل عرفت من هو الصاحب الحقيقي يا بني ؟