لحب أسمى معنى في الوجود وأروع ما كتبت فيه الأقلام وخطت الأيادي
لكنني أطرح سؤالاً :
هل يكون الحب عيباً ؟
نعم قد يكون الحب عيباً لكن هذا لا يعني أن الحب عيب كما يفهم من كلام بعض الجهال والمخرفين .
الحب أساسه العقل لا القلب كما بعتقد الكثير .
يكون الحب عيباً عندما لا نفهمه فنمنحه لمن لا يستحقه ومن لا يقدر الحب ولا التضحية .
ويكون العيب أشد عندما نبالغ في منحه لمن لا يستحقه .
يكون الحب عيباً عندما يكون وسيلة إلى الحرام ، وعندما يبرر به البعض ارتكاب الفواحش والمحرمات ( وهذه واقع وللأسف ) .
يكون الحب عيباً عندما يخرج الإنسان من طور العقلاء إلى الجنون ، ومن طور
الإنسانية إلى البهيمية وعندها لا يصح أن يسمى حباً فالحب أشرف من ذلك
بكثير .
يكون الحب عيباً عندما ينسلخ الانسان من مبادئه ويبيع كرامته برخيص الثمن .
يكون عيباً عندما يخرج الانسان من طور الاعتدال والتوسط الذين هما اساس الحياة السليمة المستقرة .
وسنظلم أنفسنا عندما نضع الحب في غير مكانه وذلك بأن لا نفهمه .
سنظلم أنفسنا أيضاً عندما نجعل الجهلاء والحمقى يعتقدون أننا أغبياء بمنحهم حباً لا يستحقونه .
إن الحب هو وسيلة التعايش بين البشر فإما ذاك وإما البغضاء والعداوات وربما كان هناك طريق ثالث وسط وهو :
أن نتجنب الجهال ونبتعد عن طريقهم واثقين من انفسنا محافظين على كرامتنا
وسلامتنا حتى نحقق الحب في حياتنا ولهذا أرشدنا إلهنا رحمة بنا فقال : _
خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) .
فإما الحب وإما اجتناب من لا يستحقه وللعداوة اسلوب معين ولرد الاعتبار
وسائل عديدة يلجأ إليها الإنسان مضطراً لذلك مدافعاً عن كرامته وعن وجوده
في هذه الحياة عندما لا يجد للحب طريقاً ولا يجد أمامه الا طريق الثأر قال
سبحانه في مدح عباده المؤمنين : ( والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون )
وبهذا يرتقي الانسان بنفسه ويرتقي بالحب فينال السعادة التي يرجوها .
الحب كلمة نملك تفسيرها وتحقيق معناها .
فلنفهم الحب ولنحققه كما ينبغي غير مفرطين ولا مفرّطين فهو - بمفهومه الحقيقي - سر السعادة في الدنيا والآخرة بإذن الله